أكاد أجن00!!
أن توجد نقطة سوداء فى صفحة بيضاء 00 عادى
أن ترى نقطة مالحة فى نهر عذب 00 وارد
أن يتخلل احساسك بالفرحة احساس بالحزن 00 معقول
أن ينتابك شعور بالخوف على من تحب ، من أى شئ ، ولو كان لا يستحق 00 جيد بحدود
أما أن تتحول الصفحة البيضاء إلى مربع قاتم السواد بفعل النقطة السوداء 00
أن يتحول النهر العذب إلى بحر شديد الملوحه بفعل النقطة المالحه 00
أن ينقلب احساسك بالفرحة إلى احساس بالحزن المميت 00
أن يتعدى خوفك على من تحب كل حدود المعقول ، ليصير خوفا مرضيا 00
هذا هو الغير معقول !!
هذه هى حافة الجنون !!
لأن الأشياء مادامت فى حدودها الطبيعيه فهى فى حدود المعقول ، أما أن تتخطى هذه الحدود ، فهذا هو الطريق المؤدى إلى الجنون!!
كذلك كنت ، وهكذا أصبحت 00كنت دوما فى حدود المعقول ، الطبيعى 00 واليوم أصبحت على أعتاب الجنون!
كنت دوما أوازن بين النقيضين .. الفرح والحزن ، الخوف والاطمئنان ، التفاؤل والتشاؤم ، الألم والراحه ، الماضى والحاضر 00
أما اليوم ، فقد اختل ذلك التوازن المزعوم 00صار كل شئ يسير فى الاتجاه
المعاكس وانقلبت كل المعانى رأسا على عقب !!
بالأمس 00
عندما أحب ، أحب بشده ، بقوة ، بسعاده ، بتفاؤل ، بأمل ، وباطمئنان 00
وأبعد عن ذهنى كل ما من شأنه أن يعكّر علىّ صفو لذتى التى أجدها فى حبى 00
كل ما من شأنه أن يمنعنى من الطيران
الطيران، نحو سماء فى عالم من الخيال !
اليوم 00
عندما أحب ، أحب بحزن ، بألم ، بخوف 00
ويمتلأ ذهنى بكل ما من شانه أن يقتل أى لذة أجدها فى حبى 00
تكسر جناحاى ، ولم أعد اقوى على الطيران 00
صرت لصيق الأرض ، حبيس الخوف والألم !!
كلما نظرت إلى من أحب 00 تعلو شفتاى ابتسامة حب ، ويملأ عيناى بريق أمل
ولكن ،؟؟
لا تلبث دموع الخوف أن تمحو تلك الابتسامة ، ولا يلبث الألم أن يطفىء
ذلك البريق 00
فلا أهنأ بلحظة حب!!
انقلب حالى ، وتغيرت أحوالى ، منذ أن أكّدت لى الدنيا أن الموت ليس على
أحد ببعيد ، ولا حتى على من أحب!
اخرجت لي لسانها قائلة : هكذا أنا ، ولا أعبأ بك ، فلتفعل ما تشاء !!
حبيبتي ........
بالأمس كانت معي ، واليوم رحلت عني 00 رحلت إلى عالم آخر 00 لا أملك اللحاق بها .. إليها ، إلا بمشيئة الرحمن !!!
وكأن رحيلها قد دقّ أجراس الرحيل ايذانا برحيل البقية من بعدها ، معلناً أنها بداية النهايه 00
وهل بعد النهاية نهايه ؟!
ومادمت قد رحلت ، فالكل بعدكِ راحل ، والرحيل حقيقة00 كنت أرفض الاعتراف ...
بها ، اما الآن فلا يسعنى إنكارها000
ولكن أخافها 00
وخوفي هذا نغّص على حياتى ، وقتل جميع لذاتى !!!
صار الخوف يساوى الحب ، بل ويزيد 00 يكاد يخنق الحب ويهلكه بطغيانه !!!
فما إن يعزف الحب أجمل الحانة على أوتار قلبى ، وتشدو العصافير مغنيه
وتختال الزهور راقصة ، ويبتسم الحب زاهيا 00
حتى تطل أشباح الخوف برأسها
تلقى ظلالها السوداء على قلبى الرقيق
وتعمل أنيابها الحادة فى جسد حبى العميق
فيبكى الحب ،
ويبكى القلب ،
وتبكى العين 00
وأتمزق أنا !!
وفى النهاية 00 يتحول قلبى إلى ساحة نزال شديد ، بين مارد الخوف ،
وعصفور الحب 00
الحب ، الخوف 00
سيفان يختصمان فى كبدى
حرر فى :احدى ليالى الخوف
NO LOVE